يُعرف تسوس الأسنان على أنه مناطق تتلف بشكل دائم، وتوجد هذه المناطق في السطح الصلب للأسنان، والتي تتطور لاحقًا إلى فتحات أو ثقوب صغيرة “تجاويف” مما يؤدي إلى تسوس الأسنان، يُعد تسوس الأسنان واحدة من أكثر المشكلات الصحية انتشارًا عالمياً، وتنتشر مشكلة تسوس الأسنان بشكل كبير عند الأطفال والمراهقين وكبار السن.
تكبر وتؤثر التجاويف على الطبقات العميقة من أسنانك إذا لم تتم معالجتها، فإنها يمكن أن تؤدي إلى ألم شديد في الأسنان والتهابها أو فقدانها.
في هذا المقال نتحدث عن أشهر الأسباب التي تؤدي إلى تسوس الأسنان، وما هي الأعراض التي يشعر بها من يعاني من تسوس في أسنانه، وكيف يمكن الوقاية من تسوس الأسنان وعلاجه.
كيف يتطور تسوس الأسنان
تحدث تجاويف الأسنان نتيجة تسوس الأسنان، وهذه العملية لا تحدث سريعًا وإنما تحتاج للكثير من الوقت حتى تصيب أسنانك، ويتطور تسوس الأسنان كالتالي:
● تناول الكثير من السكريات والنشويات وعدم تنظيف الأسنان جيدًا، حيث أنه تبدأ البكتيريا في التغذي على هذه السكريات والنشويات المتراكمة وتشكل طبقة صلبة يختلف لونها عن لون الأسنان تعرف باسم الصفيحة السنية “اللويحة السنية”(dental plaque)، في الكثير من الحالات تتصلب هذه الصفيحة السنية فتتحول إلى ما يُسمى بالجيرأو القلح، ويعمل هذا الجير كدرع واقي للبكتيريا، كما أنه يجعل من إزالة الصفيحة السنية أمرًا صعبًا.
● تعمل الأحماض الموجودة في الصفيحة السنية على إزالة المعادن الموجودة في مينا الأسنان الخارجية، مما يتسبب في حدوث ثقوب صغيرة في المينا- وهي المرحلة الأولى من تكوين تجاويف الأسنان، وبعد أن تتآكل منطقة مينا الأسنان، تستطيع البكتيريا أن تصل إلى الطبقة التالية من الأسنان والتي تُعرف باسم العاج(dentin)، وتتميز هذه الطبقة بأنها أكثر نعومة من المينا وأقل مقاومة للأحماض منها، ويحتوي العاج على أنابيب صغيرة تتصل مباشرة بعصب السن وهي التي تسبب حساسية الأسنان.
● تواصل البكتيريا ويصاحبها الأحماض مسيرتها عبر الأسنان،وتتجه إلى مادة الأسنان الداخلية (اللب) التي تحتوي على الأعصاب والأوعية الدموية، فتسبب البكتيريا تورم اللب وتهيجه؛ مما يضغط على العصب؛ فيشعر المريض بالألم.
عوامل الخطر
تتعدد عوامل الخطر المسببة لتسوس الأسنان، ومنها:
● مكان الأسنان: غالبًا ما يحدث التسوس في أسنانك الخلفية، حيث تحتوي هذه الأسنان على الكثير من الأخاديد والشقوق والجذور المتعددة التي تتمكن من تجميع جزيئات الطعام، ونتيجة لذلك يكون من الصعب الحفاظ عليها نظيفة.
● أطعمة ومشروبات معينة: الأطعمة التي تلبث بأسنانك لفترة طويلة -مثل الآيس كريم والعسل والسكر والصودا والفواكه المجففة والكعك والبسكويت والحلوى الصلبة والنعناع والحبوب الجافة ورقائق البطاطس.
● كثرة تناول الوجبات الخفيفة: فعند تناولك الوجبات الخفيفة أو المشروبات السكرية بشكل دائم، فإنك تعطي بكتيريا الفم المزيد من الوقود اللازم لإنتاج الأحماض التي تهاجم الأسنان وتتسبب في تآكلها.
● تغذية الرضع قبل النوم: فعندما يتم تغذية الرضع قبل النوم بزجاجات مليئة بالحليب أو الحليب الصناعي أو العصير أو السوائل الأخرى التي تحتوي على السكر، فإن هذه المشروبات تظل على أسنانهم لساعات أثناء نومهم؛ مما يؤدي إلى تغذية البكتيريا المسببة للتسوس.
● تنظيف الأسنان غير الكافي بفرشاة الأسنان: حيث تتراكم بقايا الطعام بين الأسنان، مما يؤدي إلى تشكل الصفيحة السنية بسرعة وقد يبدأ التسوس في مراحله الأولى.
● عدم الحصول على كمية كافية من الفلورايد: حيث يساعد الفلورايد على منع تسوس الأسنان، وبسبب فوائده للأسنان يضاف الفلورايد إلى مصادر المياه العامة.
● جفاف الفم: ينتج جفاف الفم عن نقص اللعاب الذي يساعد على منع تسوس الأسنان عن طريق غسل الأسنان من الطعام واللويحات التي تتكون من بقايا الطعام، حيث تساعد المواد الموجودة في اللعاب أيضًا على مقاومة الأحماض التي تنتجها البكتيريا.
● يمكن أن تؤدي بعض الحالات الطبية أو الإشعاع على منطقتي الرأس أو الرقبة أو بعض أدوية العلاج الكيميائي إلى زيادة خطر الإصابة بالتسوس عن طريق تقليل إفراز اللعاب وجفاف الفم.
● الحشوات البالية: بمجرد أن تضعف حشوات الأسنان أو تبدأ في التكسر أو تتطور حوافها الخشنة، فإن هذا يسمح للويحات السنية بالتراكم ويجعل إزالتها أكثر صعوبة.
● مرض الارتجاع المعدي المريئي (GERD): وفي هذا المرض يتدفق حمض المعدة إلى الفم، مما يؤدي إلى تآكل مينا الأسنان والتسبب في تلف الأسنان بشكل كبير.
● اضطرابات الأكل: يمكن أن يؤدي فقدان الشهية إلى تآكل الأسنان وتسوسها، كما يغسل حمض المعدة الناتج عن القيء المتكرر الأسنان ويبدأ في إذابة المينا، وقد تتداخل اضطرابات الأكل أيضًا مع إنتاج اللعاب.
أعراض تسوس الأسنان
تختلف أعراض تسوس الأسنان من مريض إلى آخر، وكلما تطور التسوس كلما زادت الأعراض، ومن هذه الأعراض ما يلي:
- ألم الأسنان.
- حساسية الأسنان.
- ألم خفيف قد يتطور إلى ألم حاد عند تناول أو شرب شيء حلو أو ساخن أو بارد.
- ثقوب أو حفر مرئية في أسنانك.
- تصبغ بني أو أسود أو أبيض على أي سطح من أسطح الأسنان.
- ألم عند العض أو القضم.
متى ينبغي عليك أن تستشير طبيب الأسنان
قد لا تلاحظ بدء تكون تجاويف الأسنان، لذا ينبغي عليك إجراء الفحوصات وتنظيف الأسنان بانتظام، حتى عندما تشعر بأن فمك بصحة جيدة، ومع ذلك إذا كنت تعاني من أي ألم في الأسنان أو في الفم، فاستشر طبيب أسنانك الخاص في أسرع وقت ممكن.
مضاعفات تسوس الأسنان
يمكن لتسوس الأسنان أن يكون له مضاعفات خطيرة، حتى بالنسبة للأطفال الذين ليس لديهم أسنان دائمة بعد، وقد تشمل هذه المضاعفات ما يلي:
- خراج الأسنان.
- تورم أو صديد حول السن.
- تضرر أو كسر الأسنان.
- مشاكل أثناء المضغ.
وعندما تزداد حدة التسوس، فقد يكون لديك:
- ألم يتعارض مع حياتك اليومية.
- فقدان الوزن أو مشاكل التغذية نتيجة تجنب المريض لبعض أنواع الطعام الصلبة بسبب المضغ المؤلم أو الصعب.
- فقدان الأسنان الذي قد يؤثر على مظهرك احترامك لذاتك.
الوقاية والعلاج من تسوس الأسنان
هناك العديد من الطرق والنصائح التي يمكنك اتباعها لكي تقي أسنانك من التسوس، اسأل طبيب أسنانك عن النصائح الأفضل لك، وفيما يلي عرض لهذه النصائح:
- استخدام الفرشاة ومعجون الأسنان الذي يحتوي على الفلورايد بعد الأكل أو الشرب.
- غسل الأسنان مرتين في اليوم على الأقل، ويفضل بعد كل وجبة.
- للتنظيف بين أسنانك، استخدم الخيط أو منظف ما بين الأسنان.
- إذا شعر طبيب أسنانك بأنك مُعرض لخطر كبير للإصابة بالتسوس، فقد يوصيك باستخدام غسول الفم بالفلورايد.
- قم بزيارة طبيب أسنانك بانتظام.
- استخدام مانعات التسرب للأسنان والمادة المانعة للتسرب هي عبارة عن طبقة بلاستيكية واقية توضع على أسطح المضغ للأسنان الخلفية، حيث تعمل على غلق الأخاديد والشقوق التي تميل إلى جمع الطعام، وتحمي مينا الأسنان من تكون اللويحات السنية والأحماض، كما يوصي مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) باستخدام مانعات التسرب لجميع الأطفال في سن المدرسة، وتجدر الإشارة هنا إلى أنه قد تستمر مانعات التسرب في العمل لعدة سنوات قبل أن تحتاج إلى استبدالها، ولكن يجب فحصها بانتظام.
- الشرب من ماء الصنبور: حيث تحتوي معظم مصادر المياه العامة على مادة الفلورايد، والتي يمكن أن تساعد في منع حدوث تسوس الأسنان بشكل كبير، أما إذا كنت تشرب فقط المياه المعبأة التي لا تحتوي على الفلورايد، فسينصحك طبيبك الخاص بأن تشرب من ماء الصنبور من وقت لأخر بدلًا من أن تفقد فوائد الفلورايد.
- تجنب تناول الوجبات الخفيفة بشكل متكرر: فعندما تأكل أو تشرب مشروبات غير الماء، فإنك تساعد بكتيريا الفم على تكوين أحماض يمكنها تدمير مينا الأسنان، وبذلك تتعرض أسنانك لهجوم مستمر.
- تناول أطعمة صحية للأسنان: بعض الأطعمة والمشروبات أفضل لأسنانك من غيرها، لذا ينبغي عليك أن تتجنب الأطعمة التي تعلق في تجاويف وحفر أسنانك لفترات طويلة، أو قم بغسلها بالفرشاة بعد تناول تلك الأطعمة بوقت قصير.
- استخدام علاجات الفلورايد: قد يوصي طبيب أسنانك بعلاجات الفلورايد الدورية خاصة إذا كنت لا تحصل على ما يكفي من الفلورايد من خلال مياه الشرب المفلورة.
- العلاج بالمضادات الحيوية: إذا كنت معرضًا بشكل خاص لتسوس الأسنان بسبب حالة طبية مثلًا.
- العلاجات المركبة: قد يساعد مضغ العلكة التي تحتوي على مادة إكسيليتول(xylitol-based gum) مع الفلورايد الذي يُصرف بوصفة طبية بالإضافة إلى الغسول المضاد للبكتيريا في تقليل مخاطر التسوس.
